الثقة بالله في الشدائد من علامات الإيمان. محاضرة "الركن الشديد"

24 فبراير 2016

 

الركن الشديد هو اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى لأنه بيده الأمر وهو على كل شيئ قدير

 

إن المسلم يحتاج كثيرًا في حياته كلها وفي زمان الفتن والابتلاءات خاصةً إلى الثقة بالله سبحانه وتعالى، الثقة بالله يا أمة الله، والتوكل على الله. نسمع قول الله تعالى على لسان نبيه لوط عليه السلام في سورة هود: "قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد" (80) يقول تعالى مخبرًا عن نبيه لوط عليه السلام: إن لوطًا توعدهم بقوله : (لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد) قيل ركن شديد أي: "عشيرة تنمنعني أو تنصرني فتحول بينكم وبين هذا. لكنت نكلت بكم وفعلت بكم الأفاعيل من العذاب والنقمة وإحلال البأس بكم بنفسي وعشيرتي، فعند ذلك أخبرته الملائكة أنهم رسل الله إليه، و[بشروه] أنهم لا وصول لهم إليه [ولا خلوص]" قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم)، يقال: من (آوى إلى ركن شديد) أويت إليك أويًا، بمعنى صرت إليك وانضممت. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قوله: "أو آوي إلى ركن شديد"، يعني الله تبارك وتعالى. ولهذا ورد في الحديث، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رحم الله لوطًا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد يعني: الله عز وجل فما بعث الله بعده من نبي إلا في ثروة من قومه).

 

الأمر كله لله

فلماذا يجب على المؤمن الثقة بربه والتوكل عليه وأن يأوي إلى الركن الشديد؟ لو علمت عن أسماءه وصفاته وأفعاله، لتولد في قلبك التعظيم له جل وعلا والتمجيد والحمد والثناء والتوكل والاعتماد عليه، أما علمت أختي الحبيبة: أن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، وأن الأمر كله لله، قل إن الأمر كله لله، "إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون" (يس 82)، وأنه تعالى يورث الأرض من يشاء من عباده كما قال ".... إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده...." (الأعراف 128)، وأن الأمور عنده سبحانه كما قال عز وجل "..... وإلى الله ترجع الأمور" (البقرة 210) وليس إلى غيره. لأنه شديد المحال فهو عزيز لا يغلب كما قال تعالى: ".......وهو شديد المحال" (الرعد 13)، فله سبحانه وتعالى جنود السماوات والأرض فقال عز وجل "ولله جنود السماوات والأرض....." (الفتح7)، جمع القوة والعزة "........وكان الله قويًا عزيزًا" (الأحزاب 25)، وقهر العباد، فهم لا يخرجون عن أمره ومشيئته".......هو الله الواحد القهار" (الزمر 4)، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين" (الذاريات 58) فهو ذو القوة وهو المتين سبحانه وتعالى. وهو عز وجل يقبض ويبسط، وهو يؤتي ملكه من يشاء "ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شيئ قدير" (آل عمران 189)، وهو سبحانه وتعالى الذي يضر وينفع "وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ....." (الأنعام 17).

 

الله كافٍ عبده

ولذلك لما قام أعداء الله على النبي صلى الله عليه وسلم فأجمعوا مكرهم وأمرهم فإن الله عز وجل أذهب ذلك فقال: ".........ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" (الأنفال 30)،  وقال "قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد ..... "(النحل 26) أتى الله بنيانهم من القواعد، وهو الذي يرد بأس المشركين فقال الله عز وجل ".....عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسًا وأشد تنكيلًا" (النساء 84)، وقال .......ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد" (البقرة 253)، فهو الذي يقدر الاقتتال وعدم الاقتتال. ".........فعسى الله أن يأتي بالفتح أو بأمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين" (المائدة52)، والله عز وجل قد أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بانه القادر على إمضاء القتال أو وقفه "........كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله......" (المائدة 64)، ولذلك فإنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخاف إلا الله "أليس الله بكافٍ عبده ويخوفونك بالذين من دونه....." (الزمر 36). والله عز وجل سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء ويقدر ما يشاء ولذلك وجب عليك أختي المؤمنة أن تثقي في الله عز وجل، وتأوي إلى ركن شديد.

 

في لقاء الأربعاء، من محاضرة (الركن الشديد) للداعية /زينب عباس