الشرك بالله، وإهمال الطاعات، والصحبة السيئة من معوقات الاستقامة. محاضرة "فاستقم" (2)

9 مارس 2016

محاضرة "فاستقم" (2)

معوقات الاستقامة

وضحت الداعية إنعام الكنعاني معوقات الاستقامة في محاضرة "فاستقم" (2) قائلةً "فكما أن للاستقامة مغذيات ومقويات فإن عكس ما تقدم من المغذيات تكون معوقات للاستقامة، فإهمال الطاعات والتقلل منها، وترك مجالس العلم والذكر، وعدم مجاهدة النفس على الإخلاص، وترك الدعاء وقراءة القرآن، ومصاحبة أهل المعاصي، وتتبع الرخص أو الغلو في الدين، وكذلك التعرض للفتن والشهوات وأماكن الغفلات، كل هذه وغيرها مما تضعف الاستقامة، ويضاف إليها أيضًا:

1. الكفر والشرك بالله عز وجل

من أعظم الموانع التي تبعد عن الاستقامة الكفر، وقد حذرنا الله تعالى من الكفر قال تعالى "ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل" البقرة، وأصل الكفر تغطية الشيء يقال إنما سمي الكافر كافرًا لأن الكفر غطى قلبه كله، والكفر نقيض الإيمان والكفر جحود النعمة وهو ضد الشكر فالكافر يجحد نعمة الله ويسترها.

دلت الآيات القرآنية دلالة صريحة على أن الكفر من أهم أسباب البعد عن الاستقامة فهو نقيض الإيمان الذي هو اول طريق الاستقامة. قال تعالى: "وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون" المؤمنون

2. الاستهانة بالمعصية

فإذا كان العبد يستهين بالمعاصي وفي الخلوات كان ذلك سببًا في مرض قلبه  وبعده عن ربه، وفي مسند الإمام أحمد قال النبي صلى الله عليه وسلم "إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه" صحيح الجامع 2687

وقد تكلم عن ذلك وأجاد طبيب القلوب ابن القيم في ذكر آثار المعاصي فيحسن الرجوع إلى كلامه الشافي في كتابه الجواب الكافي. ومن أجمل ما قاله: ((إن في القلب شعث: لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة: لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق: لا يسكنه إلا الاجتماع والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات: لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب، وفيه فاقة: لا يسدها إلا محبته ودوام ذكره والإخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا)).

3. الانشغال بالدنيا عن الآخرة

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهللكم كما أهلكتهم)) متفق عليه، وكذلك التوسع في المباحات يضعف القلب ويجر إلى التقصير في الواجبات.

4. الوسط السيئ

فالوسط السيء سواء كان في الصحبة أو الوظيفة أو الأسرة أو المجتمع بشكل عام مما يضعف الاستقامة، فالصاحب ساحب والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل، وتقدم قول الله تعالى: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) هود 13 أسأل الله أن يرزقنا إيمانًا صادقًا واستقامة ثابتة على طاعته إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

 

يُتبع،،،